كيف يتصرف الشاب الذي تحاصره زميلته الجريئة وتدعوه للخطأ؟

الموضوع:
أقول للشاب الذى تدفعه زميلته للخطأ : اجعل من سيدنا يوسف قدوة لك.
الإسلام يحترم الفن والشعر بشرط الالتزام والسمو بالنفس.
تركيز شعراء الأغنية على التعلق بالمرأة فقط .. إفلاس وليس موهبة حقيقية.
هذه بعض إجابات الداعية عمرو خالد على تساؤلات الشباب فى حواره الأسبوعى مع " كل الناس " بتاريخ7/1/2004.
وهذا هو نص الموضوع:
حكاية بنت جريئة! أنا طالب جامعى فى السنة الثالثة لى زميلة دأبت على ارتداء الفساتين الضيقة والقصيرة ، وهى على درجة كبيرة من الجمال والجرأة . فاجأتنى ذات يوم وهى تجلس إلى جوارى فى المدر ، بأن كتبت على أوراق كانت فى يدى " أحبك".
بل إنها عادت وطلبت أن نلتقى بمفردنا خارج الجامعة .. صعقتنى المفاجأة ولم أعد أنام الليل ولا أذاكر ، واصابنى ما يشبه الحمى ، تحاصرنى كل يوم بابتسامتها وكلماتها الرقيقة لى ، وأنا لا أدرى ماذا أفعل ؟.. فهى المرة الأولى التى أواجه فيها هذا الموقف.
عمرو خالد:
يا أخى .. واضح أن هذه الفتاة تمتلك من الجرأة ما لا يتفق وطبيعة بناتنا.
يقول النبى " صلى الله عليه وسلم " "الحياة شعبة من الإيمان" ويقول النبى " صلى الله عليه وسلم " " الحياء والإيمان قرناء جميعا إذا رفع أحدهما ، رفع الآخر".
ويقول النبى " صلى الله عليه وسلم " " إن الله إذا غضب على عبد نزع منه الحياء".
وأرى أن هذه الفتاة بهذه الجرأة ، تفتقد الكثير من الحياء .. وإذا استمرت بهذه الصورة مع الشباب دون حياء ، فإنها ستخسر الكثير .. وبالتالى أوصيك أن تبتعد عنها فوراً ، لأنها ستضرك ولن تنفعك أبداً. ولتجعل من سيدنا يوسف قدوة لك فى هذا المجال . ولتصر على البعد عنها . فإنى أراك لو تركت نفسك لها ، ستدخل فى حلقة مفرغة من حب وتعلق ، تفقد فى هذا الكثير ، ولن تكسب شيئاً . فانتظر حتى تكون قادراً على الزواج ، وعندها ستلتقى تكون قادراً على الزواج ، وعندها ستلتقى بامرأة مناسبة ، تسعد معها وتسعد معك.
* الإسلام والشعراء
أنا شاب عمرى "18سنة" أهوى كتابة الشعر لكننى حائر بين قول رب العزة .. الشعرء يتبعهم العاوون " ، بين حب الرسول " صلى الله عليه وسلم " للشعر ومحبته لحسان بن ثابت حتى سمى " شاعر الرسول ".. هل أتوقف عن كتابة الشعر؟
عمرو خالد:
أصل الموضوع هو : هل الإسلام يقدر الفن ؟..
أم الإسلام ضد الفن بوجه عام ، أم هناك ضوابط وقيود تحكم نظرة الإسلام للفن ؟
الذى أعرفه أن الأصل فى رسالة الفن ، أن الفن يرتقى بالروح ، ويسمو بالنفس ، ويعين الإنسان على الحق والفضيلة والخير ، وعلى الرقى الإنسانى .. وهذه كلها مبادئ يجيدها الإسلام.
فإذا كان الفن يقوم بهذا الدور ، فالإسلام معه 100% ويكون هذا الفن أحد أدوات الإسلام التى شجعنا عل استعمالها . أما إذا كان هذا الفن ليس فنا ، بمعنى أنه يدعو إلى الإباحية ، ويدعو إلى انهيار النفس وانعدام الأخلاق ، ويدعو إلى السقوط بالروح بدلاً من السمو بالروح ، فهذا ليس فناً أصلاً ، وبما أنه ليس فناً أصلاً ، فالإسلام يرفضه.
وبناء على ذلك تحل القضية .. فإن النبى " صلى الله عليه وسلم " كان يفرح بالشعراء ، ويشجع الشعراء . بل قد تعجب إذا قلت لك أن النبى لم يخرج إلى غزوة من الغزوات إلا وهو يسمع من الشعر الذى يحمس الجيش ، حتى حفر الخندق تم فى ظل أبيات من الشعر بل يكفى وكلنا يعلم أن استقبال النبى فى المدينة ، كان على أغنية (طلع البدر علينا من ثنيات الوداع).
هذا كله دليل واضح على احترام الإسلام للفن ، بل إن النبى " صلى الله عليه وسلم " كان يستقبل الشعراء استقبالاً خاصاً ، ويرحب بهم ترحيباً يفوق الترحيب العادى ، احتراماً للفن وللثقافة . بل إن لدينا سورة فى القرآن الكريم اسمها (سورة الشعراء). والسورة تتحدث عن أن الشعر، الذى كان يمثل ثقافة العصر فى ذلك الوقت ، هو سلاح ذو حدين .. قد يستخدم لعزة الدين والوطن والأمة ، والسمو بالنفس ، أو قد يستخدم فى المعاصى والفجور.
وكأن سورة الشعراء تطالبنا بتوجيه الإعلام نحو الفضائل . فتخيل أن ديناً كديننا فيه سورة من سور القرآن اشتملت على التركيز فى العملية الإعلامية بخصوص هذا الشعر.
اكتب يا حسان وروح القدس يؤيدك
وبناء عليه : أنت تسألنى أكتب الشعر أم لا ؟..
اكتب الشعر الذى يسمو بأوراح الناس ، أو اكتب الشعر الاجتماعى الذى يدعو للانتماء للوطن وللدين . اكتب الشعر الذى يرتفع بالنفس البشرية أولاً . ويجب أن لا يكون تركيز كل الأغنية على شئ واحد فقط ، هو التعلق بالمرأة ، وتنتهى أغراض الشعر عند ذلك ، لأن هذا إفلاس شعرى ، وليس موهبة حقيقية.
وبناء على ذلك ، قم بتنمية موهبتك ، ولا تهجر الشعر أبداً ، إنما أحسن اختيار الأبيات ، لقول الله سبحانه وتعالى : (والشعراء يتبعهم الغاوون ، ألم تر أنهم فى كل واد يهيمون ، وأنهم يقولون ما لا يفعلون ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا).
فهذا تمييز واضح بين أنواع الشعر . ويكفينا أن الرسول " صلى الله عليه وسلم " كان يقول لحسان بن ثابت : " اكتب يا حسان وروح القدس يؤيدك". أى أن جبريل يؤيدك . وما سمعنا أن الرسول قال لصحابى آخر : روح القدس يؤيدك . فانظر منزلة الشعراء والإعلاميين وأهل الفن ، إذا كانوا ملتزمين بالفن الأصيل ، كيف يكون مقامهم عند الله ؟

حكمة الآيات المنسوخة
هل أسماء السور القرآنية هى أسماء إلهية أم من وضع الرسول ؟.. وهل الآيات المنسوخة لها قدسية الآيات غير المنسوخة؟
عمرو خالد:
جميع أسماء السور نزلت بأمر من جبريل عليه السلام.. هو الذى قال للنبى " صلى الله عليه وسلم " "إن الله يأمرك أن تسمى هذه السورة سورة كذا . وترتيب السورة داخل المصحف كان بأمر من الله تبارك وتعالى .. وبالتالى فإن أسماء السور وترتيب السور والآيات بالمصحف ، كلها جاءت بأمر من الله تبارك وتعالى.
أما تشكيل المصحف . وتقسيمه إلى أجزاء وأرباع ، فهو عمل من اجتهاد الصحابة ، لتسهيل القراءة والحفظ على المسلمين .
وبالنسبة للآيات المنسوخة ، فهى طبعاً تحمل نفس قيمة وقدسية كل آيات القرآن الكريم .. فما من آية من القرآن إى ولها نفس المنزلة ، وكلها من عند الله . وكلنا نؤمن بها بالدرجة نفسها . ولعلك تسأل : فلماذا هى موجودة داخل المصحف؟..
السر فى ذلك أن نتعلم أن المنهج الإسلامى منهج تدرجى ، فالآيات التى حدث لها نسخ فى القرآن ، مثل آيات تحريم الخمر ، نجد أن أول آية منها نزلت : (يسألونك عن الخمر والميسر ،قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس )
ثم انتقل التشريع إلى مرحلة أخرى ، وهى قول الله تبارك وتعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى).
ثم انتقل التشريع للمرحلة النهائية يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه)
لماذا بقيت الآية الأولى والثانية فى القرآن وكان من الممكن أن تحذفا ولا يبقى الإ الآية الثالثة ؟. إن بقاء الآية الأولى والثانية يعلمنا أن الإسلام منهج متدرج ، يرتقى بالناس خطوة خطوة . ويسمو بالناس مرحلة مرحلة . وبقيت الآيات لتدلنا على هذا المنهج حين نتعامل مع الناس ، وتدعونا إلى التعامل معهم بهذا التدرج.
ولا يعنى هذا أن يعود الناس يطلبون أن نتدرج مرة أخرى فى آيات تحريم الخمر فإن التشريع قد تم وانتهى ، واستقر أمر التشريع على الآية الأخيرة وهى التى تنص على تحريم الخمر ، لكن بقيت الآيات لنتعلم أسلوب القرآن فى التدرج .
التعثر فى قراءة القرآن
أنا زوجة متعلمة وجامعية ، أحاول أن أقرأ القرآن، فيتعثر لسانى ولا أستطيع ، اشعر بتعاسة شديدة لعجزى عن قراءة القرآن بصورة صحيحة ، وأخشى أن يحاسبنى الله على ذلك .
عمرو خالد:
يمكن أن تبدئى فورا فى تعلم أحكام تجويد القرآن . وذلك فى دورة تدريبية تستغرق ثلاثة أشهر من التدريب خلال يومين أو ثلاثة فى الأسبوع . ومن نتائج هذه الدورة أن تتعلمى كيف تقرئين القرآن كما كان يقرؤه النبى " صلى الله عليه وسلم " والأمر بسيط وليس صعباً ، خاصة أن الثواب عظيم لقول النبى " صلى الله عليه وسلم " خيركم من تعلم القرآن وعمله .
وتعلم القراءة للقرآن يتم فى كثير من المساجد ، فى حلقات للرجال ، وأخرى للنساء.
لا تتركى قراءة القرآن
ويمكن للأخت الفاضلة أن تتعلم القرآن فى بيتها من خلال الاستعانة بإحدى النساء التى تجيد قراءة القرآن . وهناك بعض الأندية الآن لديها من يعلم القرآن . واعلمى أن قراءتك القرآن الآن بأحكام التجويد ، تجعلك تقلدين النبى " صلى الله عليه وسلم " فى أعظم شئ جاء به فأى ثواب ، وأى شرف ؟.
استمرى فى قراءة القرآن ، حتى ولو وقعت منك أخطاء كثيرة ، لأن قراءة القرآن أمر واجب على كل مسلم ، فهو دستور الأمة .فكيف يترك ولا يقرأ ؟ ‍! ولذلك يقول النبى " صلى الله عليه وسلم ": الذى يقرأ القرآن وهو ماهر به بأحكام التجويد مع السفرة الكرام البررة والذى يقرأ القرآن ويتتعتع فيه. لا يجيد وهو عليه شاق له أجران ، أجر القراءة وأجر المشقة.

شبكة التاج الذهبى  .......  أحمد رشاد فتوى و أحكام

Free Web Hosting