عزوف الشباب عن الزواج أسبابه وأضراره وعلاجه

عباد الله : ان في البلاد المسلمة اليوم ، مشكلة من أعضل المشاكل ، وأعمقها أثرا في حياة الامة المسلمة ، أنها مشكلة عزوف الشباب عن الزواج ،والتي تتلخص في كلمات ، وهي أن في المسلمين آلافا مؤلفة من البنات في سن الزواج ،لايجدن الخاطب ، وآلافا مؤلفة من الشباب لايريدون الزواج أولايجدون البنات هذه المشكلة الظاهرة ،أن لم يتنبه إليها المسلمون ،ويفتحوا لها طرق العلاج بالحلال ،فإنه لن يجد الشباب للوصول إلى حاجاتهم الغريزيةإلاسلوك طريق الحرام ، لأن من النتائج الحتمية الظهور والتي لاينكرها عاقل مسلم ،أن الفساد الخلقي سبب في قلة الزواج ،وقلة الزواج سبب في الفساد الخلقي
عباد الله : مشكلة عزوف الشباب عن الزواج ما هي أسبابه وأضراره .
إن من اسباب عزوف الشباب عن الزواج تلك العادات الشنيعة التي القصد منها الفخر والخيلاء ،و التسابق إلى التبذير والسرف ،ولو سئل كثير من العزاب اليوم ما منعكم من الزواج ؟ لكان جواب الكثير منهم في صوت واحد غلاء المهور غلاء المهور ،لقد صار بعض الناس الآن يزيد في تطوير هذا الامر ويدخل في المهر اشياء جديدة تزيد الامر كلفة ومشقة حتى اصبح المهر في الوقت الحاضر مما يتعسر او يتعذر على الكثير من الناس ،فتجد الشاب يتعب نفسه في عنفوان شبابه ولايكاد يدرك ما يحصل به المرأة التي تحصنه ،كل هذا بسبب هذا التصاعد الذي لاداعي له في المهور ،جاء رجل الى النبي فقال اني تزوجت امرأة من الانصار ،فقال له النبي : على كم تزوجتها ؟ قال على أربع أواق " يعني مائة وستين درهما " فقال له النبي على أربع أواق !! كأنما تنحتون الفضة من عُرْض الجبل ما عندنا ما نعطيك ..." رواه مسلم وقال عمر : لاتُغْلوا صُدُق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الاخرة كان أولاكم بها النبي " رواه الخمسة وصححه الترمذي
فيا أيها الأب المبارك :لقد رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا ،وان من دين الاسلام وشريعة ربنا ومنهج نبينا التيسير في المهور هاهوذا صلى الله عليه وسلم يقول : اعظم النكاح بركة ايسره مؤنة : فإن كنت صادقا في دعواك فهات برهان ذلك بالاتباع !؟
وسبب آخر للمشكلة وهو التعذر بمواصلة الدراسة ان الكثير من الشباب لايرغبون في الزواج بحجة ان الزواج يحول بينهم وبين مواصلة الدراسة وهذه حجة داحضة بل الصحيح العكس لأنه ما دام ان الزواج تحصل به مزايا كثيره منها السكون والطمأنينة وراحة البال وقرة العين فهذا مما يساعد الطالب على التحصيل ،لأنه إذا ارتاحت نفسه وصفا فكره وهدأباله ساعد ذلك التحصيل العلمي لدى الطالب ،اما عدم الزواج فإنه في الحقيقة هو الذي يحول بينه وبين من يريد التفوق العلمي ،لأنه مشوش الفكر ، مضطرب الضمير ،قلق النفس ، ان فتح كتابا ليقرأ بدأ يقرأفي بحر افكاره وخطراته وهواجيسه .
سبب ثالث :وهو ما يردده بعض ارباب الافكار اللقيطة الذين ينفثون سمومهم عبر قنوات متعددة كالمقالات والقصص الادبية والمسلسلات التلفازية ،التي يقررون من خلالها مشكلات الزواج وسلبياته التي يزعمون . فالشاب اذا قرأ او شاهد مثل هذه الاخبار والمشاهد لسان حاله يقول : لماذا أقحم نفسي في مثل هذا ؟ أنا غنى عن ذلك ؟ لكننا نقول : ان للزواج مزايا وحسنات ترجح على ما ذكروه من مشاكل وسلبيات وليس في الدنيا شيء الا ويقابله شيء ، نحن لانقول ان الزواج لامشاكل فيه كلا ! فهاذا بيت خير الخلق وصفوة الامة (ص) لم يخلو بيته من ذلك ولو كانت الدنيا تصفو لأحد لصفت لأنبيائه ورسله . لكن في الزواج مصالح ومنلفع ترجح على هذه المشاكل والسلبيات وبالتالي تُنسيها .
اين هؤلاء الذين اغفلوا منافع الزواج ومصالحه عندما يعود الانسان الى بيته وهو مثقل الجسم من التعب والنصب ،ويستقبله اهله باستقبال كله فرح واستبشار بقدومه ،فينسى الانسان تعبه ونصبه . اين هم من سرور القلب وفرح النفس اين هم من تحصين الفرج وقضاء الوطر وحماية العرض ، هل اغفلوا ذلك كله وغيره كثير من اجل مشكلة تزول في يومها ! فليعتبر المؤمن من ذلك والتجربة خير برهان .
وسبب رابع : وهو عدم الرغبة في تحمل المسؤلية : يعزف بعض الشباب عن الزواج لانه مسؤلية عظيمة ،وارتباط وقيد ! نعم ان الزواج مسؤلية لابد من مراعاتها وكيان لابد من تلبية رغباته ، كما انه ارتباط لكنه ارتباط من نوع آخر ارتباط يشعر الانسان من خلاله بان له سكن يسكن اليه وبيت يتودد اليه يجد فيه الانس والالفة ،يجد فيه الاستقرار والسكينة ،يجد فيه الابناء والاحفاد ، يجد فيه الطاعة والاتباع وغير ذلك أضف اليها انه قربة واجر ، قربة اذا اراد الانسان به احصان فرجه عن محرمات الله واجر اذا وضع نطفته فيما احله الله .
ايها الشاب : قارن بين هذا الذي تحمل المسؤلية لكن وجد لهذه المسؤلية لذة وسعادة ، مع ذلك الذي لازوجة له ولاولد ، فرارا من المسؤلية ،ان رحمته بالناس مفقوده ،وشفقته عليهم غير موجودة ،لايهمه الا بطنه وظهره ،ولايجمع من المال الا ما يكفيه لحياته ،هو عالة على اهله في صغره ،وغير مأمول في كبره ،اذا طال عمره فغير ملتفت اليه ،واذا مات فغير مبكي عليه ! كيف به اذا اشتعل الراس شيبا ، وبلغ من العمر عتيا ،فمن يعينه ويقضي حوائجه ،لاتغتر الآن بزهرة الشباب ،لكن تأمل مستقبل حياتك كيف تكون ؟ وقارن ذلك بمن رضي بشيء من المسؤلية واصبح قرير العين في شبابه وشيبه !! أراد عمر أن لايتزوج ،فقالت له حفصة : يا أخي لاتفعل تزوّج ،فإن ولد لك ولد كانوا لك أجرا ، وأن عاشوا دعوا الله لك ،
وسبب خامس : وهوالاستغناء بالحرام عن الحلال : يلجأ بعض الشباب ـ هداهم الله ـ إما الى طرق سرية خفية لإبراز ضرام الشهوة ،ةالتي حرمها جمهور اهل العلم عملا بقوله تعالى { فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } وإما الاغتراف من حمأة اللذة المحرمة ،وسلوك سبل الضلال ،لتُبذل فيها الصحة والشباب في لذة عارضة ،ومتعة عابرة ،ثم هو لايشبع ،بل كلما واصل واحدة زاده الوصال نهما ،كشارب الماء المالح ،لايزداد شربا إلا ازداد عطشا ،فيستغني بذلك عن ما احله الله له واباحه ،لكن لو تأمل المسكين حاله لعلم أنه قد جلب العار والشنار على نفسه في الدنيا والاخرة ،
هذه بعض اسباب عزوف الشباب عن الزواج ولهذه المشكلة أضرار وأضرار فمن ذلك :بقاء الكثير من النساء عوانس في البيوت ، ممايترتب على ذلك قلة النسل ، ومن أضراره انتشار الزنا لأن الشاب لايجد للوصول الى قضاء حاجته الغريزية الاسلوك الحرام ... ومن أضراره أنطواء الشاب على نفسه ،وعلى أوهام شهوته ، والتفكير فيها وتغذيتها بالروايات الرخيصة ،والأفلام الساقطة ، والمجلات الماجنة ، وأحلام اليقظة ،ورؤى المنام حتى ينتهي الحال به الى الهوس او انهيار اعصابه . .. وهذا كله ،نتيجة ما نحسه اليوم من جمود في حركة الزواج ، حتى أصبحت العزوبة الممقوته أصلا لدى عدد من الشباب ليس بالقليل ، فاتقوا الله ياعباد الله وتجاوزوا تلك العقبات ويسروا الزواج ،والا بيقت بناتكم في بيوتكم بلا أزواج ، وبقي أبنائكم في منازلكم بلا زوجات أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { وانكحوا الاياما منكم والصالحين من عبادكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم } بارك الله لى ولكم .....الخ
الخطبة الثانية
عباد الله : اننا نستطيع ان نقسم الشباب بالنسبة الى الزواج والباءة الى قسمين :
قسم صادق وهو من يعجز عن الاتيان بشروط الآباء المعجزة لزواج بناتهم فيضعون العراقيل تلو العراقيل في سبيل ذلك وهو قد بذل جهده وسخر طاقته في محاولة الزواج فهذا لاكلام لنا فيه الا ان نسأل الله له ان يسر له الزوجة الصالحة التي تقر عينه .
واما القسم الثاني من الشباب وهم المعرضين عن الزواج باسباب تتساقط تدريجيا ،وبتلقائية تامة قبل ان يسقطها النقد والتمحيص ، فإذا ادعى وتحجج بغلاء المهور ،وهو حق أريد به باطل ، فتجده يكذب نفسه بنفسه عبر سفراته المتكررة الى خارج البلاد ،ليتمتع بالحرية البهيمية ، وانك لتراه مجيبا للسفر،منفقا على المومسات مع تقتيره على نفسه ،واذا عاد الى بلاده عاد الى جمع المال والعودة به الىالخارج مرة أخرى . وانت ترى بعض الزاعمين بتكاليف الزواج تراهم يركبون السيارات الفاخرة والملابس الرائقة يصرف امواله ويبددها في سبيل ذلك واذا ناقشته في الزواج قال ان المهور غالية ...والبعض من هؤلاء الشباب عاطل باطل لاهم له الامطاردة النساء في الاسواق والحديث عبر الهاتف ليلا ونهارا ؟ لم ذلك كله ؟لأجل الشهوة ،فلماذا لايتزوج ويمنع نفسه منه ؟ يقول لااستطيع ان المهور غالية ؟ فأين انت ؟اين عملك ؟ ام تريد ان نعطيك المرأة على طبق من ذهب ، تنام بالنهار وتسهر بالليل وتقول زوجوني زوجوني او اتركوا لي الحبل على الغارب اعاكس الفتيات واسعى للحصول منهن على موعد ،وما اكثر المواعيد ؟ وما اكثر القاءات ؟ نسأل الله ان يعصم ذريتنا من الزلل . دعاء ....

شبكة التاج الذهبى  .......  أحمد رشاد فتوى و أحكام

Free Web Hosting