النجاح في أي مجال ..
أفضل علاج للانطواء
الموضوع:
تساؤلات القراء للداعية عمرو خالد تكشف الكثير من أسباب المشاكل الاجتماعية
والنفسية للشباب وعن حاجتهم لمن يسمعهم ويوجههم .. بدءاً من الفتاة التي تعيش
أزمة العنوسة بسبب لسان أمها السليط الذي يجعل العرسان يهربون منها ..والشاب
الذي يعاني من أزمة الانطواء.
عمرو خالد لا يجيب
فقط هذه المرة عن التساؤلات و لكنه يكشف أيضاً جانباً من أسرار حياته ... وذلك
في مجلة كل الناس بتاريخ 24/12/2003.
وهذا هو نص الموضوع:
هل أتزوج مرة أخرى؟
أنا أرملة شابة، عمرى 35 عاماً. لدى ولدان فى التاسعة والعاشرة قررت ألا أتزوج
مرة أخرى من أجلهما، وأن أهب حياتى لهما. لكننى محاصرة بضغوط من أهلى لكى أتزوج،
خوفاً على سمعتى. ماذا أفعل؟
عمرو خالد :
أنا مقدر لمشاعرك وحرصك على تربية ولديك، وحمايتهما من رجل يظهر فجأة فى
حياتهما، فيبدد الأمان الذي تريدينه لهما، أو على الأقل يشغلك عنهما، فيصيبهما
بالغيرة لفقد الأب والأم.
وفى نفس الوقت أنا مدرك لمشاعر أهلك الذين يتخوفون أن تفقدى سعادتك، عندما يكبر
الشباب ويتزوجون، وتيقى وحيدة بغير أهلل أو زوج. ويتخوفون أيضاً من كلام الناس..
ولذلك بين تقديرى لمشاعرك ومشاعر الأهل، وكلها مشاعر صادقة تحمل نوايا الحب
والخير للطرف الآخر، أقترح عليك هذا الحل.
أقترح عليك أن تتفقى مع أهلك بأنك موافقة أن يتقدم لك رجل تتزوجينه بشرط أن
تطمئنى بنفسك إطمئناناً كبيراً على تربية ولديك اللذين هما اغلى ما تملكين، وأن
يقبلاه ولداك برضاء كامل، لأن من حقهما الموافقة الكاملة، دون أى تحفظ عليه.
فكأن الذى سيتزوج لست وحدك، ولكن أنت وولديك. فأنتم الثلاثة شركاء فى اتخاذ
القرار.
رأى ولديك أولاً
وهذا يستدعى أن تتكلمى مع ولديك بمصارحة أكبر، فى موضوع زواجك، ليكونا على وعى
كامل عند اتخاذ القرار. وبالتالى تكونين قد أرحت الأهل تماماً، وقمت ببر
الوالدين، ومع ذلك احتفظت بشرطك الأساسى، وهو: لن أتزوج وحدى. سأتزوج وأبنائى
معى. بمعنى أن من يتقدم عليه أن يعلم أنه لن يتزوج فى يوم وليلة، ويحتاج إلى
تعارف طويل، وسؤال عليه بدقة، ورؤية لأخلاقه وطريقة تعاملاته بعيداً عن التجمل
الذي يفعله الرجال عند بداية التعرف إلى إمرأة.
وينبغى عليك الاستعانة بصلاة الاستخارة، لقول النبى: " الاستخارة لا تأتى إلا
بخير".ز وأنا أنصحك فى النهاية ألا تغلقى الباب تماماً وترفضين المبدأ، ولكن
تضعى شروطاً شديدة للاطمئنان على نفسك وأولادك فى المستقبل.
أمى سبب عنوستى!
أمى سيدة تنتمى لأسرة محترمة، لكن ألفاظها بذيئة، وهذا يسبب لى حرجاً شديداً
أمام أصدقائى وجيرانى. وكثيراً ما حاولت التفاهم معها على تغيير هذه الألفاظن
وتهذيب لغة خطابها، ولكنها لا تفعل. العرسان يهربون منى بسببها. ماذا أفعل؟
عمرو خالد :
من أشد الذنوب التى تغضب الله سبحانه وتعالى، بذاءة اللسان. لقول النبى "صلى
الله عليه وسلم": " أكثر ما يدخل الناس الجنة حسن الخلق وإن الله يبغض الفاحش
البذئ".
وقول النبى "صلى الله عليه وسلم": " لا يكب الناس على وجوههم فى النار إلا حصائد
ألسنتهم".
وبالتالى فأن أرى أن هناك مشكلة أكبر من مشكلة زواجك، هى مشكلة ألفاظ والدتك
التى سوف تدخلها النار ، لماذا هى مصرة على هذه الاصفة القبيحة ؟
ساعدى أمك
لذلك أوصيك من أجل إنقاذ والدتك ، ثم من أجل ألا يهرب منك العرسان كما تقولين
،أن تضعى خطة لمساعدة والدتك، لا ينبغى أن تقوم هذه الخطة على مواجهة الوالدة
بخطئها أو تعنيفها ، فهذا قد يؤدى إلى مزيد من العناد. ولكن أوصك بوضع خطة
متدرجة لمساعدة والدتك على البداية والقرب من الله، وصدق المحبة إلى الله ،فإنها
لو فعلت وتدينت سينصلح لسانها ، فإن اللسان مغرفة القلب . وإذا انصلح القلب
انصلح اللسان. ويعينك على ذلك أن تسمعيها شرائط التدين ، ويوجد على موقعى على
الإنترنت شريط بعنوان "آفة اللسان" كان ضمن برنامج رمضان. فيمكن أن تهديه تلها ،
وركزى بشدة على قضية هداية والدتك. هذا هو الأمر البعيد المدى للإصلاح .. أما
المشكلة الحالية التى تمرين بها، فها مجموعة من العلاجات السريعة منه: أن تطلبى
من أحد أقاربك الذين لهم كلمة مسموعة عند والدتك ، أن يطلب إليها أن تحفظ لسانها
من أجل زواج ابنتها. خاصة عند تقدم أى عريس ، وأن تتفاهمى أنت معها بالود
والصداقة لكى تحرصى على ألفاظها أمام الآخرين.
ويبقى فى النهاية أن تعلمى أنها أمك ، وأنك مطالبة ببرها ، حتى وإن كانت ذات
لسان سليط . وإنك إن لم تبريها ، تكونين قد فعلت معصية أشد من معصيتها هى نفسها.
وأوصيك بحسن المعاملة والتودد إليها ، بنية إرضاء الله، وأنك متأكد أنك إن بالغت
فى بر أمك ، سيصلح الله تبارك وتعالى من لسانها، ولو على الأقل من أجل أن تعينك
فى قضية الزواج.
لذلك أوصيك فى النهاية ملخصاً ما قلته لك بثلاثة
أمور:
.1 بذل الجهد لهداية والدتك.
.2 الطلب من أحد الأقارب أن يوجه والدتك للمحافظة على لسانها من أجل زواجك.
.3 أن تبريها بشدة.
الانطواء سبب تعاستى
* أنا شاب أعانى من ميلى إلى الانطواء وإذا جلست بين الناس أجل صامتاً لا أتكلم
. يحمر وجهى خجلاً أمام زملائى وزميلاتى ، ولهذا يتغامزون كلما رأونى، ويتهامسون
ضاحكين أشعر بالتعاسة لأنى لست مصلهم ، أجاريهم شقاوتهم ومرحهم .. ماذا أفعل؟
عمرو خالد:
عادة ما يكون الانطواء راجع إلى مشكلة نفسية . يرى كثير من علماء النفس أن هذه
المشكلة هى انعدام الثقة بالنفس ، والخوف من الخطأ، فينغلق الإنسان على نفسه
خشية الخطأ بين الناس ، لإحساسه أنه غير قادر على النجاح ، ويكون هذا سر
الانطواء.
لهذا أقول لك إن هذا الانطواء علاجه ببساطة ، أن تحاول النجاح فى شئ من أمور
الحياة . لابد أن تتذوق تجربة النجاح مهما كانت صغيرة وبسيطة. إن الذى يتذوق طعم
النجاح مرة ، يعيش حالماً بمزيد من النجاح ، فيتحاور بين الناس وينطلق.
تجربة شخصية
وأنا أقول لك هذا الكلام عن تجربة . أنا شخصياً وأنا صغير كنت شخصية منطوية . لم
أكن مستشعراً أننى أستطيع أن أقدم شيئاً ، وكنت أشعر أن قدراتى محدودة للغاية .
وسأحكى لك قصة عجيبة ، كنت إذا ذهبت لشراء شئ، أخجل أن أقوم بعد النقود أمام
البائع خشية أن أخطئ فى العد. وظللت هكذا حتى هدانى الله وتدينت. ولما تدينت
أضاءت بداخلى طاقة ، أن أفعل شيئاً لخدمة الدين . حاولت أن آخذ بيد واحد من
أصدقائى، وبالفعل وبفضل الله ، هداه الله وتدين ، فتذوقت أننى أستطيع أن أنجح ،
وكانت مفاجأة بالنسبة لى أننى نجحت فى شئ . ولما تذوقت طعم النجاح، قلت لنفسى
لماذا لا أحاول أن أفعل أمراً آخر، ففعلته ونجحت ، فاكتشفت أننى أستطيع النجاح ،
فاندمجت وسط الناس ، وقاومت انغلاقى ، وتفاعلت . ومن يومها ولله الحمد ، تحولت
إل شخصية إيجابية صالحة للنجاح المستمر.
ولذلك أوصيك يا أخى الحبيب أن تنجح . ولعلى أذكرك بما قلته فى سؤال سابق ، أن
برنامج "صناع الحياة" الذى سأقدمه على قناة "اقرأ" قريباً سيعالج هذا الأمر
بالتفصيل . كيف تنجح؟ .أنت محتاج لمثل هذا فأوصيك بالإصرار على النجاح ولو مرة.
وبعدها سيتكرر نجاحك بإذن الله، وستتخلص تماماً من انغلاقك . فهو ليس صفة دائمة
لشخصيتك، ولكنه مرحلة طارئة تعالجها بتجربة نجاح.
|