أسئلة وأجوبتها حول العقيدة

الشيخ عبد العزيز بن باز
طائفة الصوفية المتسولة
س1 : سائل من سوريا يقول : يوجد ناس عندنا يقولون إننا أبناء الشيخ عيسى أو أبناء غيره من الشيوخ المعروفين عندنا ،ويأتون يسألون الناس وقد لبسوا لباسا أخضر على رءوسهم من حرير ، في أيديهم أسياخ من حديد إذا أعطيتهم أرضيتهم ، وإذا لم تعطهم غضبوا وضربوا أنفسهم بهذا الحديد في بطونهم وفي رءوسهم؟
جـ1 : هؤلاء من بعض الطوائف التي تسمى الصوفية . وهؤلاء يلعبون على الناس ويخدعونهم ، بزعمهم أنهم أولاد فلان ، أو فلان ويزعمون أنهم يستحقون على الناس المساعدة ، وهؤلاء ينبغي منعهم من هذا العمل وتأديبهم عليه من جهة الدولة ، لما في ذلك من كف شرهم عن الناس على السؤال بهذه الطريقة المنكرة .
ولا يعطى مثل هؤلاء لأن عطاءهم يشجعهم . . وإذا ضربوا أنفسهم فلا حرج عليك من ذلك ، وإنما الحرج عليهم . والواجب نصيحتهم وتحذيرهم من هذا العمل المنكر . وهو من التشويش والتلبيس الذي يخدعون به الناس ، وهم في الحقيقة يعملون هذه الأمور الشيطانية بتزيين من الشيطان ، وتلبيس منه ، وهو ما يسمى بالتقمير ، وهو من أنواع السحر ، يفعلون هذا الشيء في رأي الناظر ، وهم لا يفعلونه في الحقيقة ، ولو فعلوه حقيقة لضرهم . لأن السلاح والحديد وأشباه ذلك يضر الإنسان إذا ضرب به نفسه ، ولكنهم يسحرون العيون بما يفعلون ، كما ذكر الله عن سحرة فرعون ، حيث قال سبحانه وتعالى في سورة الأعراف : فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ وقال تعالى في سورة طه : قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى
قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى فلا ينبغي لأهل الإسلام أن يساعدوا مثل هؤلاء لأن مساعدتهم معناها مساعدة على المنكر وعلى التلبيس وعلى الشعوذة وعلى إيذاء المسلمين وخداعهم .
فالواجب منع هؤلاء والقضاء على منكرهم هذا ، وحسم مادتهم بالأدب البليغ ، أو السجن من جهة الدولة ، حتى يرتدعوا عن هذا العمل . . وفق الله قادة المسلمين لكل ما فيه رضاه وصلاح عباده .
 
بيوت الأفراح والمغالاة فيها
س2 : نشكو من بيوت الأفراح والمغالاة فيها . لا سيما أن كثيرا من الناس اتخذها عادة . ويشترط لزواج ابنته أن يكون البيت الفلاني . . . وهذا يثقل كاهل العريس ، نرجو التوجيه؟
جـ2 : لا ريب أن السنة عدم التكلف في المهور والولائم من أجل تسهيل زواج الشباب والفتيات وأن يتواصى أهل الزوج وأهل الزوجة بترك التكلفة وبقلة المهور تشجيعا للشباب على الزواج .
ولا شك أن قصور الأفراح مما يثقل كاهل الزوج والزوجة في بعض الأحيان ، وكذلك الولائم . . مما يشق عليهما أيضا .
فالمشروع للجميع عدم التكلف في ذلك كله وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
خير الصداق أيسره ، وخيرهن أقلهن مؤنة فالمشروع للجميع الحرص على اتباع السنة فالرسول عليه الصلاة والسلام قال لعبد الرحمن بن عوف : " أولم ولو بشاة " . والنبي صلى الله عليه وسلم أولم على زينب بخبز ولحم ، ودعا الناس إلى وليمته .
والمقصود : أن جنس الولائم مشروع في النكاح ، لكن ينبغي للمسلم عدم التكلف بجعل الطعام الكثير الذي يفضي إلى إلقائه في القمائم والمحلات المرغوب عنها ، ويمنعها الفقراء والمحاويج ، وإذا اكتفوا بقصورهم ولم يتوسعوا في دعوة الناس . . فالأمر في هذا أحسن . لأن المهم إعلان النكاح ، والقيام بالوليمة ولو بشاة واحدة ، أو شاتين ودعوة بعض الأقارب وعدم التوسع في ذلك أرفق بالجميع .
 
حكم الذهاب إلى الكهنة والمنجمين
س3 : أرجو الإجابة عن صحة ديانة من يذهب إلى الكهنة والمنجمين ، والإيمان بأقوالهم ذلك أنهم يأتون بما يشبه الصحيح . ومن ذلك أنهم يخبرون المرء باسم قريب من أقاربه ويصفون له منزله وربما وصفوا له ما عنده من المال والأولاد . إلخ؟
جـ3 : هذا موجود في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبله وبعده ، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيان الكهان ، وعن سؤالهم ، قال عليه الصلاة والسلام : " من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ورواه مسلم في صحيحه . وقال صلى الله عليه وسلم : " من اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وسأله بعض الناس عن إتيان الكهان فقال عليه الصلاة والسلام " لا تأتهم فليسوا بشيء " وقالوا يا رسول الله إنهم يصدقون في بعض الأحيان؟ قال " تلك الكلمة يسمعها الشيطان الجني من السماء وهو يسترق السمع فيقرها في أذن وليه من الإنس وهو الكاهن والساحر فيصدق في تلك الكلمة ولكنهم يكذبون ويزيدون عليها مائة كذبة وفي رواية " أكثر من مائة كذبة " فيقول الناس إنه صدق يوم كذا وكذا ، فيكون ذلك وسيلة إلى تصديقه في كذبه كله .
فالكهان لهم أصحاب من شياطين الجن . ويسمى الرئي ، يعني : الصاحب من الجن الذي يخبره عن بعض الغيبيات ، وعن بعض ما يقع في البلدان وهذا معروف في الجاهلية وفي الإسلام فيقول لصاحبه من السحرة والكهنة ، وقع كذا في بلد كذا وليلة كذا . لأن الجن يتناقلون الأخبار فيما بينهم . والشياطين منهم . كذلك بسرعة هائلة من سائر الدنيا ، فلهذا قد يغتر بهم من يسمع صدقهم في بعض المسائل .
وقد يسترقون السمع ، فيسمعون بعض ما يقع في السماء بين الملائكة مما تكلم الله عز وجل به من أمور أهل الأرض ، وما يحدث فيها ، فإذا سمعوا تلك الكلمة قروها في أذن أصحابهم من الكهنة والسحرة والمنجمين ، فيقولون سوف يقع كذا وكذا . إلى آخره . . ولا يكتفي بهذا بل يكذب معها الكذب الكثير حتى يروج بضاعته ، ويأخذ أموال الناس بالباطل ، بسبب هذه الحوادث ، والناس بسبب هذا يصدقون الكهنة والمنجمين ويأتونهم ، والمرضى يتعلقون بخيط العنكبوت ، ويتشبثون بكل شيء بسبب ما قد سمعوا عنهم أنهم صدقوا في كذا كذا .
فالواجب عدم إتيانهم ، وعدم سؤالهم ، وعدم تصديقهم ، ولو قدر أنهم صدقوا في بعض الشيء لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن إتيانهم وسؤالهم ، ونهى عن تصديقهم . . وهذا هو الواجب على الجميع . . وأن يسلكوا في علاج المرضى ما شرع الله من القراءة والدواء المباح مما يعرفه الأطباء . . هذه هي الأسباب والوسائل الشرعية ، وفيها غنية إن شاء الله عما حرمه الله .
 
وجوب النهي عن المنكر على الجميع
س4 : سائلة تقول : أنا أعمل ممرضة في وحدة مدرسية وأنكرت منكرا رأيته في عملي كان ذلك سببا لطردي من العمل ، وسببا لتعاستي ومتاعبي النفسية وأصبحت أنهى أولادي عن إنكار أي منكر . . أرجو التوجيه أثابكم الله؟
ج4 : لا شك أن الذي حصل عليك غلط كبير ممن فعله ، إذا كنت قد أنكرت المنكر عن علم وبصيرة . . والواجب عليك إنكار المنكر ، ولا يضرك كونك طردت من العمل واستغني عنك ، فقد أرضيت ربك عز وجل ، وفعلت ما يجب عليك فعله .
والأمور جميعها بيد الله سبحانه ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان والله يقول في كتابه العزيز جل وعلا : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ ويقول عز من قائل : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
فإذا فعلت ذلك طاعة لله ، والتماسا لمرضاته ، فإن العاقبة تكون لك حميدة ، ولا يضرك ما حصل وسوف يغنيك الله عن ذلك ، والله هو الرزاق جل وعلا . وبيده الخير كله . وهو القائل : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ * وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا
فعلى المؤمنة تقوى الله عز وجل ، سواء كانت مدرسة أو ممرضة أو غير ذلك . . وهكذا الطبيبة والمديرة ونحوهما ، وعلى الجميع الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، كما يجب على الرجال لما تقدم من الآيات والحديث .
وقد أخطأت في نهيك أولادك عن إنكار المنكر ، فاتقي الله وتوبي إليه من ذلك ، وأوصيهم بما أوجب الله عليهم
 
معنى الكفر في الطعن في الأنساب والنياحة على الميت
س5 : ما هو شرح حديث اثنتان في الناس هما بهم كفر : الطعن في الأنساب والنياحة على الميت ، وما معنى الكفر في هذا الحديث؟
جـ5 : هذا حديث صحيح رواه مسلم في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه ، والطعن في النسب هو التنقص لأنساب الناس وعيبها على قصد الاحتقار لهم والذم ، أما إن كان من باب الخبر فلان من بني تميم ، ومن أوصافهم كذا . . أو من قحطان أو من قريش أو من بني هاشم . . يخبر عن أوصافهم من غير طعن في أنسابهم . فذلك ليس من الطعن في الأنساب ، وأما النياحة فمعناها رفع الصوت بالبكاء على الميت وهي محرمة . والمراد بالكفر هنا كفر دون كفر . وليس هو الكفر المطلق المعرف بأداة التعريف ، كقوله عليه الصلاة والسلام : بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة " خرجه مسلم في صحيحه وهذا هو الكفر الأكبر في أصح قولي العلماء .
وقد ذكر العلماء أن الكفر كفران ، والظلم ظلمان والفسق فسقان ، وهكذا الشرك شركان : أكبر وأصغر . فالشرك الأكبر مثل دعاء الأموات والاستغاثة بهم والنذر لهم أو للأصنام والأشجار والأحجار والكواكب . والشرك الأصغر مثل لولا الله وفلان ، وما شاء الله وشاء فلان ، والواجب أن يقول : لولا الله ثم فلان ، وما شاء الله ثم شاء فلان .
وكذا الحلف بغير الله كالحلف بالنبي ، أو حياة فلان ، أو بالأمانة ، فهذا من الشرك الأصغر .
وهكذا الرياء اليسير مثل كونه يستغفر ليسمع الناس ، أو يقرأ يرائي الناس ، فهو شرك أصغر ، والظلم ظلمان : ظلم أكبر وهو الشرك بالله كقوله تعالى : وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ وكقوله سبحانه : الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ
أما الظلم الأصغر فهو مثل ظلم الناس في دمائهم وأموالهم ، وظلم العبد نفسه بالمعاصي كالزنا وشرب المسكر ونحوها ، نعوذ بالله من ذلك
 
كيفية العلاج من أمراض حسية ومعنوية
س7 : زوجتي أصيبت بمرض معين وأصبحت تخاف من كل شيء ولا تستطيع البقاء وحدها وآخر يقول : إنه يشكو نفس الحالة . وذلك أنه لا يستطيع الذهاب إلى المسجد للصلاة مع الجماعة ، ويسأل عن العلاج حتى لا يلجأ إلى الكهان والمشعوذين؟
جـ7 : إن الله جل وعلا ما أنزل داء إلا وأنزل له شفاء علمه من علم وجهله من جهل ، وأن الله سبحانه وتعالى جعل فيما أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم - من الكتاب والسنة - العلاج لجميع ما يشكو منه الناس من أمراض حسية ومعنوية ، وقد نفع الله بذلك العباد وحصل به من الخير ما لا يحصيه إلا الله عز وجل .
والإنسان قد تعرض له أمور لها أسباب فيحصل له من الخوف والذعر مل لا يعرف له سببا بينا .
والله جعل فيما شرعه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من الخير والأمن والشفاء ما لا يحصيه إلا الله سبحانه وتعالى .
فنصيحتي لهذين السائلين وغيرهما أن يستعملوا ما شرعه الله تعالى من الأوراد الشرعية التي يحصل بها الأمن والطمأنينة وراحة النفوس والسلامة من مكايد الشيطان ، ومن ذلك قراءة آية الكرسي ، وهي قوله تعالى اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إلى آخر الآية ، وهي أعظم آية في كتاب الله ، وأفضل آية في كتاب الله عز وجل . لما اشتملت عليه من التوحيد والإخلاص لله عز وجل وبيان عظمته جل وعلا ، وأنه الحي القيوم المالك لكل شيء . ولا يعجزه شيء سبحانه وبحمده .
فإذا قرأ هذه الآية خلف كل صلاة ، كانت له حرزا من كل شر ، وهكذا قراءتها عند النوم فقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من قرأها عند النوم لا يزال عليه من الله حافظ ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح .
فليقرأها الخائف عند النوم وبعد كل صلاة ، وليطمئن قلبه وسوف لا يرى ما يسوءه إن شاء الله ، إذا صدق الرسول عليه الصلاة والسلام فيما قال ، واطمأن قلبه لذلك وأيقن أنما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق والصدق الذي لا ريب فيه .
وقد شرع الله سبحانه وتعالى أن يقرأ المسلم والمسلمة بعد كل صلاة : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتني ، فهذا أيضا من أسباب العافية والأمن والشفاء من كل سوء و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تعدل ثلث القرآن .
والسنة أن يقرأ الإنسان هذه السور الثلاث بعد صلاة الفجر ، وبعد صلاة المغرب ثلاث مرات . . وهكذا إذا أوى إلى فراشه يقرؤهن ثلاث مرات لصحة الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، ومما يحصل به الأمن والعافية والطمأنينة والسلامة من كل شر ، أن يستعيذ الإنسان بكلمات الله التامات ، من شر ما خلق ثلاث مرات صباحا ومساء : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فقد جاءت الأحاديث دالة على أنها من أسباب العافية وهكذا : باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات صباحا ومساء ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قالها ثلاث مرات صباحا لم يضره شيء حتى يمسي ومن قالها مساء لم يضره شيء حتى يصبح .
فهذه الأذكار والتعوذات من القرآن والسنة كلها من أسباب الحفظ والسلامة والأمن من كل سوء .
فينبغي لكل مؤمن ومؤمنة الإتيان بها في أوقاتها ، والمحافظة عليها ، وهما مطمئنان وواثقان بربهما سبحانه وتعالى . القائم على كل شيء والعالم بكل شيء والقادر على كل شيء لا إله غيره ولا رب سواه ، وبيده التصرف والمنع والضر والنفع ، وهو المالك لكل شيء عز وجل .
والرسول صلى الله عليه وسلم هو أصدق الناس ، فهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى كما قال تعالى : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عليه من ربه أفضل الصلاة ، وأتم التسليم .
 
شروط قبول الدعاء
س8 : هذا الذكر وهذا الدعاء سلاح تصفونه لكل مؤمن فهل تشترطون شروطا أخرى لمن يحمل هذا السلاح؟
جـ8 : نعم ، من أعظم الشروط الثقة بالله والتصديق له ولرسوله صلى الله عليه وسلم والإيمان بأن الله هو الحق ولا يقول إلا الحق والإخلاص لله سبحانه والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم مع الإيمان بأن الرسول عليه الصلاة والسلام بلغ الحق وهو الصادق فيما يقول ، وأن يأتي بذلك عن إيمان وثقة بالله ورغبة فيما عنده وأنه سبحانه مدبر الأمور ومصرف الأشياء ، وأنه القادر على كل شيء سبحانه وتعالى لا عن شك ولا عن سوء ظن بل عن حسن ظن بالله وثقة به .
وأنه متى تخلف المطلوب فلعلة من العلل المذكورة أو غيرها فالعبد عليه أن يأتي بالأسباب والله مسبب الأسباب وهو الحكيم العليم وقد يحصل الدواء ولكن لا يزول الداء لأسباب أخرى جهلها العبد والله فيها حكيم سبحانه وتعالى ، وهذا يشمل الدواء الحسي والمعنوي ، الحسي الذي يقوم به الأطباء من أدوية وعمليات ونحو ذلك ، والمعنوي الذي يحصل بالدعاء والقراءة ونحو ذلك من الأسباب الشرعية ، ومع هذا كله قد يتخلف المطلوب لأسباب كثيرة منها الغفلة عن الله سبحانه ومنها المعاصي ولا سيما أكل الحرام وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن تعجل له دعوته في الدنيا وإما أن تدخر له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك " قالوا يا رسول الله إذا نكثر قال " الله أكثر "
وبذلك يعلم المؤمن والمؤمنة أن إجابته قد تؤجل إلى الآخرة لأسباب اقتضتها حكمة الله سبحانه ، وقد يصرف عنه بأسباب الدعاء شر كثير بدلا من أن يعطى طلبه ، والله سبحانه وتعالى هو الحكيم العليم في أفعاله وأقواله وشرعه وقدره كما قال عز وجل إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ والله ولي التوفيق .
تم ولله الحمد الجزء الثالث ويليه الجزء الرابع في التوحيد وما يلحق به من كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن باز .
 
هذه الأسئلة منتقاة من برنامج ( نور على الدرب ) الذي يبث من الإذاعات السعودية .
 

 

شبكة التاج الذهبى  .......  أحمد رشاد فتوى و أحكام

Free Web Hosting