الدكتور محمد بن عبدالعزيز المسند
( المؤمن كالسراج ، أينما وضع أضاء ) ما أروع هذه العبارة المأثورة عن أحد السلف
في الدعوة إلى الله ، لكن الدعوة ليست مقصورة على الرجال فحسب ، بل إن المرأة
ينبغي أن يكون لها حظ وافر من ذلك ، فهي لا تعدوا أن تكون بنتاً أو أختاً أو زوجة
أو أماً ، فإن كانت بنتاً فهي تدعو والديها إن احتاجا إلى ذلك ، بألطف أسلوب وأرق
عبارة ، أسوة بأبينا إبراهيم عليه السلام لما دعا أباه . وإن كانت أختاً فهي تدعو
إخوتها . وإن كانت زوجة فإن زوجها أحق بالدعوة من غيره . وإن كانت أماً فتدعو
أولادها . وهذا لا يمنعها أن تكون داعية في مكان آخر حيث وجدت ، فإن كانت معلمة
دعت طالباتها وزميلاتها من المعلمات ، وإن كانت طبيبة أو ممرضة أو موظفة في أي
قطاع اجتهدت في دعوة زميلاتها في العمل في الأوقات المناسبة ، دون انتظار النتائج
، لأن النتائج أمرها إلى الله تعالى .
أما الوسائل والأساليب فهي كثيرة جداً ، والداعية الحكيم هو الذي ينوع في أساليبه
ووسائله المشروعة ، بحسب حالة المدعو ، وحسب ما هو متاح له ، وأهم ذلك كله :
1 ـ القدوة الحسنة ، فما انتفع الناس بشيء في الداعي أعظم من انتفاعهم بسلوكه
وخلقه الحسن ، وصدقه في القول والفعل ، فالمعلمة التي تنهى طالباتها عن النمص ـ
مثلاً ـ وهي تفعله ، لن يكون لقولها أي تأثير ، بل سيكون مثار سخرية وتندر ..
2 ـ ومن الوسائل المهمة والأساليب المؤثرة : الكلمة الطيبة ، والموعظة الحسنة
الصادرة من القلب ، وما خرج من القلب فإن يصل إلى القلب .
3 ـ ومن ذلك أيضاً الكتاب والشريط المناسبان ، لا سيما كتب الرقائق ، والقصص
المؤثرة التي تدعو إلى الفضيلة والسلوك الحسن ، فهي مفتاح للهداية والتوبة .
4 ـ ومن ذلك : المشاركة في وسائل الإعلام المختلفة من صحف ومجلات وإذاعة وتلفاز
على أن يقتصر في هذين الأخيرين بالنسبة للمرأة على الإعداد فقط ، دون ظهور الصوت
أو الصورة .
5 ـ ومن ذلك : الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة كالفاكس والإنترنت مع الحذر
مما فيه من الشرور ، والاستعانة بمن لهم خبرة في ذلك من الدعاة .
6 ـ ومن ذلك : الدعوة بالمراسلة ، وبإمكان الفتاة الحصول على عناوين الفتيات عن
طريق الدعاة المشهورين أو دور النشر الذين تصلهم يومياً مئات الرسائل من سائر
أنحاء الدنيا ، ويعجزون عن الرد عليها. أو عن طريق صفحات التعارف في المجلات
الهابطة . ويجب أن يقتصر دور الفتاة على مراسلة الفتيات فقط من أجل توجيههن
والأخذ على أيديهن ، وهذا المجال مجال رحب ، وأجمل هدية يمكن أن تقدم عن طريق
المراسلة هي الكتيب النافع ، والمطوية المفيدة ، والشريط المؤثر .
7 ـ ومن ذلك : إقامة المسابقات النافعة ، لا سيما في الاجتماعات العائلية ونحوها
، ووضع جوائز مفيدة ومشجعة .
8 ـ ومن ذلك : إصدار المجلات الحائطية الدورية في المدارس والجامعات ، ويفضل أن
تكون أسبوعية ، حتى تُقرأ وتُـتابع ، أما موضوعاتها فتكون متنوعة وشيقة ، ولا بأس
بفتح المجال للطلاب للمشاركة فيها .
9 ـ ومن ذلك : العناية بإصدار النشرات المفيدة المختصرة ، في المناسبات وغيرها ،
على أن تكون بخط واضح ، وإخراج جيد . ولا بد من عرضها على بعض أهل العلم لتصحيحها
، وضمان سلامتها من الأخطاء .
10 ـ ومن ذلك : العناية بلوحات الإعلانات في الأماكن النسائية ، وتنظيمها
وتجديدها كلما جد جديد ، والدال على الخير كفاعلة .
11 ـ ومن ذلك : إلقاء الدروس والمحاضرات النسائية لمن لديها القدرة على ذلك ، لا
سيما في كثير من الأماكن التي لا يدخلها الرجال .
12 ـ ومن ذلك : إعداد مظاريف شهرية تحتوي على كتيب وشريط ومطوية ونشرة ، بعدد
الإخوة والأخوات الأشقاء توزع عليهم في بداية كل شهر ، فالأقربون أولى بالمعروف ،
على أن يراعى في اختيار الكتيبات والأشرطة المناسبات المتكررة . ويمكن التوسع في
التوزيع ليشمل أكبر عدد من الأقارب ، أو حتى الجيران ..
13 ـ ومن ذلك : التعاون مع المؤسسات الدعوية ، كمكاتب الدعوة وتوعية الجاليات ،
والمؤسسات الخيرية الإغاثية ونحوها ، فهم بحاجة إلى العنصر النسائي في الدعوة ..
14 ـ ومن ذلك : زيارة بعض الداعيات القديرات الأماكن النسائية العامة التي يغلب
على أجوائها اللهو والغفلة ، كمدن الملاهي ، والأسواق النسائية ونحوها ، ومناصحة
النساء بالأساليب الحسنة ، وتوزيع المطبوعات الدعوية ، ولا تترك هذه الأماكن
لشياطين الإنس والجن ليجدوا فيها بغيتهم ، ويرفعوا فيها رايتهم .
وهناك وسائل أخرى كثيرة لا يتسع المجال لذكرها ، والمهم هو الإخلاص والعمل ، فمتى
ما أخلصت الداعية نيتها لله ، واستنارت بهدي الله ، نفع الله بها وبارك في جهودها
، وحقق الخير على أيديها ، ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم ، والله الموفق .
المصدر : شبكة نور الإسلام
 |