بيان من اللجنة الدائمة للبحوث
العلمية والافتاء في المملكة العربية السعودية
حول مانشر في الصحف عن المرأة
صدرت في 25 / 01 / 1420 هجرية الموافق 11 / 05 / 1999 ميلادي
توفي سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز بعد هذا البيان بيومين يوافق 27 / 01 / 1420
هجرية
-----------------
الحمد لله , والصلاة والسلام على
رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد :-
فمما لا يخفى على كل مسلم بصير بدينه ما تعيشه المرأة المسلمة تحت ظلال الإسلام -
وفي هذه البلاد خصوصا - من كرامة وحشمة وعمل لائق بها , ونيل لحقوقها الشرعية
التي أوجبها الله لها , خلافا لما كانت تعيشه في الجاهلية , وتعيشه الآن في بعض
المجتمعات المخالفة لآداب الإسلام من تسيب وضياع وظلم .
وهذه نعمة نشكر الله عليها , ويجب علينا المحافظة عليها , الا أن هناك فئات من
الناس ممن تلوثت ثقافتهم بأفكار الغرب لا يرضيهم هذا الوضع المشرف الذي تعيشه
المرأة في بلادنا من حياء , وستر , وصيانة , ويريدون أن تكون مثل المرأة في
البلاد الكافرة والبلاد العلمانية , فصاروا يكتبون في الصحف , ويطالبون باسم
المرأة بأشياء تتلخص في :
1- هتك الحجاب الذي أمرها الله به في قوله : ( ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك
ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) . وبقوله
تعالى ( وإذا سألتموهن متاعا فاسالوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن )
. وبقوله تعالى ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) الآية , وقول عائشة رضي الله عنه
عليها في قصة تخلفها عن الركب ومرور صفوان بن المعطل رضي الله عنه عليها وتخميرها
لوجهها لما أحست به قالت : وكان قد رآني قبل الحجاب , وقوله : ( كنا مع النبي صلى
الله عليه وسلم ونحن محرمات فإذا مر بنا الرجال سدلت احدانا خمارها على وجهها
فإذا جاوزونا كشفناه ) الى غير ذلك , مما يدل على وجوب الحجاب على المرأة المسلمة
من الكتاب والسنة , ويريد هؤلاء منها أن تخالف كتاب ربها وسنة نبيها , وتصبح
سافرة يتمتع بالنظر اليها كل طامع وكل من في قلبه مرض .
2- ويطالبون بأن تمكن المرأة من قيادة السيارة رغم ما يترتب على ذلك من مفاسد وما
يعرضها له من مخاطر لا تخفى على ذي بصيرة .
3- ويطالبون بتصوير وجه المرأة في بطاقة خاصة بها تتداولها الأيدي , ويطمع فيها
كل من في قلبه مرض , ولاشك أن ذلك وسيلة الى كشف الحجاب .
4- يطالبون باختلاط المرأة والرجال , وأن تتولى الأعمال التي هي من اختصاص الرجال
, وأن تترك عملها اللائق بها والمتلائم مع فطرتها وحشمتها , ويزعمون أن في
اقتصارها على العمل اللائق بها تعطيلا لها .
ولاشك أن ذلك خلاف الواقع , فإن توليتها عملا لا يليق بها هو تعطيلها في الحقيقة
, وهذا خلاف ما جاءت به الشريعة من منع الاختلاط بين الرجال والنساء , ومنع خلو
المرأة بالرجل الذي لا تحل له , ومنع سفر المرأة بدون محرم , لما يترتب على هذه
الأمور من المحاذير التي لا تحمد عقباها .
ولقد منع الإسلام من الاختلاط بين الرجال والنساء حتى في مواطن العبادة . فجعل
موقف النساء في الصلاة خلف الرجال , ورغب في صلاة المرأة في بيتها , فقال النبي
صلى الله عليه وسلم : (( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن )) . كل
ذلك من أجل المحافظة على كرامة المرأة وابعادها عن أسباب الفتنة .
فالواجب على المسلمين أن يحافظوا على كرامة نسائهم وأن لا يلتفتوا الى تلك
الدعايات المضللة , وأن يعتبروا بما وصلت اليه المرأة في المجتماعات التي قبلت
مثل تلك الدعايات , وانخدعت بها , من عواقب وخيمة , فالسعيد من وعظ بغيره , كما
يجب على ولاة الأمور في هذه البلاد أن يأخذوا على أيدي هؤلاء السفهاء ويمنعوا من
نشر افكارهم السيئة , حماية للمجنمع من آثارها السبئة وعواقبها الوخيمة , فقد قال
النبي صلى الله عليه وسلم : (( ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)) وقال
عليه الصلاة والسلام : (( واستوصوا بالنساء خيرا )) ومن الخير لهن المحافظة على
كرامتهن وعفتهن وابعادهن عن اسباب الفتنة .
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله
وصحبه
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
الرئيس / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب الرئيس / عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ
عضو : عبدالله بن عبدالرحمن الغديان
عضو : بكر بن عبدالله لبو زيد
عضو : صالح بن فوزان الفوزان
 |