متابعة: منى ياسين
الشيخ دعيج الخليفة كوكتيل مواهب، فهو شاعر ينظم الشعر الغنائي والمقفى، ويكتب المقالات، والمسرحيات، وفوق ذلك فهو رياضي يتابع باهتمام انشطة كرة القدم محلياً وعربياً ودولياً، ويمارس هذه اللعبة أيضاً. ومثلما هو ناجح في عمله الديبلوماسي في وزارة الخارجية، فانه لامع أيضاً في كل مجالات الحياة التي يخوضها، متسلحاً بذوقه الرفيع وأدبه الجم وتعامله الراقي مع الناس، وهذا ما لمسناه خلال استضافته في «الشاهد» حيث سبقته باقات الورود التي ارسلها محبوه، ولم تهدأ تلفونات الجريدة، فقد كان المتصلون متلهفين لسماع صوته والتحدث معه حول شتى مجالات الحياة. وفيما يلي تفاصيل الاتصالات وردود الشيخ الديبلوماسي الرياضي الشاعر ... الإنسان. الاتصال الاول من «قدساوية ونص» التي رحبت بالشاعر الشيخ دعيج الخليفة وقالت: مبروك عليك عضوية السينما، وسؤالي: مع من تتعاون حالياً من مطربي الخليج العربي وهل تشجع نادي القادسية؟ - دعيج: اشكرك عزيزتي على اتصالك، وعندي عمل فني مع الستار بشار الشطي واغنية «اغنيله» من ألحان فهد الناصر، بالاضافة الى اغنية «يعلم الله» وكتبتها للمطرب حمود ناصر، وسيكون لي مشاركة فنية ايضاً مع المطربة نوال من خلال اغنية «لو خيروني» وهي من كلماتي وألحاني، وانا اشجع نادي القادسية طبعاً، وكل تركيزي حالياً على كأس العالم. { وهل صحيح انك اتجهت اخيراً لكتابة وتلحين مقدمات المسلسلات التلفزيونية وتركت الاغاني؟ - ابداً، والموت وحده يستطيع ان يبعدني عن الكتابة، فحياتي في شعري وما يكتبه قلمي، ومن دونه اختنق وتصبح حياتي بلا معنى، وانا بالفعل كتبت كلمات المسلسل التلفزيوني «الدنيا لحظة» وسعدت بالنجاح الكبير الذي حققه هذا المسلسل، وخصوصاً انه حصل على افضل مقدمة غنائية بصوت الفنان عبدالكريم عبدالقادر وانا حالياً بصدد التجهيز لمسلسل جديد بعنوان «اللقيطة» واتمنى ان يحوز اعجاب الجمهور وهو من اخراج «محمد دحام» ومن غناء حسين الجسمي، بالاضافة إلى عمل مقدمة الفيلم السينمائي الكويتي الجديد «سندريلا 2005» والذي لا يزال يصور في دبي من اخراج محمد الدحام ويشارك في بطولته كل من عبدالناصر درويش، حسن البلام ومنى شداد وميساء مغربي ومحمد الصيرفي ومشعل القملاس. الشهرة { وسميرة صادق: ما سبب اتجاهك لكتابة الاغاني، وهل هو شغف بالشهرة وزيادة الانتشار؟ - دعيج: اتجاهي هذا ليس بجديد، بدليل انني عملت في فيلم «شباب كول» الذي حصل على جوائز وعرض طيلة شهر ونصف في الكويت والخليج، كما انني عضو في مجلس ادارة السينما الكويتية والاهم من ذلك انني من عشاق السينما التي تعيش الان في عصرها الذهبي، وفيها طفرة غير عادية وانتاجها ضخم جداً وهي محط انظار الجميع. { وماذا عن المسرحيات؟ - دعيج: لدينا عمل مسرحي جديد مع الفنان عبدالعزيز المسلم وعمل مسرحي اخر للاطفال بعنوان «جزيرة الذهب» في البحرين. { وهل هناك تعاون مع نجوم عرب؟ - دعيج: لي تعاون مع فضل شاكر في «خلينا نعيش» من كلماتي وألحان فهد الناصر، وستطرح ضمن كوكبة اغنياته في البومه الجديد في 2006، بالاضافة الى ايهاب توفيق من خلال اغنية جديدة من كلماتي والحاني. { هل كتبت بمناسبة استشهاد الفقيد رفيق الحريري؟ - دعيج: قدمت أنا والملحن سعد المنذر اغنية للراحل رفيق الحريري من غناء ملحم زين ومن انتاج تلفزيون المستقبل وهذا اقل شيء نقدمه لهذا الراحل. الشعر { خالد المتروك رحب بالشيخ دعيج وشكر «الشاهد» على ضيافتها له، وسأله عن احب انواع الشعر الى قلبه؟ - دعيج: احب كل انواع الشعر، واحب نقل نبض الشارع الكويتي عبر سطوري وقلمي، سواء الشعر الغنائي او النبطي. { بشاير الشمري: ما رأيك بمستوى كتابة الاغنية الوطنية؟ - دعيج: تجاهل الشعر الوطني في الكويت اصبح مشكلة كبيرة، بل مصيبة ايضاً، فالشعراء لا يكتبون الا عند مرور المناسبة الوطنية، واذكر انني كتبت اوبريتاً وطنياً منذ اكثر من 10 سنوات، ولحنته أيضاً، وتغنى به كل من: داود حسين وطارق العلي وهدى حسين وزهرة الخرجي وحسين البلام وحالياً بصدد عمل اوبريت اخر لهذا العام، وللاسف فان الاوبريتات لا تجد الانتاج الضخم ولا الدعاية الكافية وهذه حقيقة تؤرقنا وتؤرق نجاح الاغنية الوطنية. { وكيف تتعامل مع الدخلاء على الساحة الشعرية؟ - دعيج: لا يعدون دخلاء بالمعنى الدقيق، فلكل شاعر جمهوره ومحبوه، وهناك مقولة «الجمهور عاوز كده» فالدخلاء هؤلاء، يوجد من يسمع ويقرأ لهم، وهم بلا شك لديهم احاسيس ومشاعر، ويريدون ايصالها للناس، ولعل عدم قدرتهم على التعبير يخونهم في بعض الاحيان، ومن لا يعرف كيف يكتب، فالدنيا وتجاربها كفيلة بزيادة خبرته وقدرته على الكتابة، وما يكتب من هذا النوع هو «سكتش» بسيط مثل الاغاني التي نسمعها اليوم كالبرتقالة والرمانة فهي كلمات مغناة عادية وليست شعراً فهي مجرد وقفة غنائية بسيطة وهذه النقلة الغنائية من الطرب الى الاسكتش الشبابي الغنائي البسيط، بدأت من اغنية «لولاكي» لعلي حميدة والتي تغنى بها ايام الثمانينات، وقد نجحت بلحنها وليست بكلماتها فكلما كان اللحن بسيطاً فانه يصل الى قلوب الناس. ندم { وسارة العدواني: كيف يتم تركيب الاغنية على اللحن وأيهما تفضله تركيب الكلمات على اللحن ام العكس؟ - دعيج: اشكرك اخت سارة على سؤالك، وانا احب تركيب اللحن على الكلمات، بينما يختلف الأمر بالنسبة للاعمال المسرحية، وبالمناسبة فان عندي «40» مسرحية من كلماتي و«25» من ألحاني. وقد لحنت مؤخراً للمنتخب الكويتي مع اعمال اخرى. وسبق ان ركبت كلمات على لحن اغنية للفنان فيصل السعد، ولم اكرر التجربة في تركيب الكلمات على اللحن مع العلم انها كانت تجربة ناجحة جداً. { وهل تخاف من التقدم بالعمر؟ - دعيج: نعم اخاف الكبر، ويرعبني مرور الزمن، واذا لم اوظف كل نشاطي واستثمر شبابي له، فمتى سأعمل، فالانسان عندما يكبر ويمر به الزمن تجده يدعو ويسأل: متى الشباب يعود يوماً، فلا ارغب في الوصول لهذه المرحلة من الندم والتمني، ووالدي رحمة الله عليه شاعر وعندما رحل ترك رصيداً كبيراً من الشعر وترك بصمة مشرقة، فالشيخوخة والكبر لا يعنيان نهاية العالم، فالانسان يجتهد حتى اخر نفس، فقبل ساعتين كنت اشاهد التلفزيون ورأيت «كليب» للشحرورة صباح بعنوان «بكرة الدنيا تحلى» اعجبني جداً.. وعلى الرغم من انها تجاوزت الثمانين عاماً من عمرها الا ان قلبها لا يزال ينبض بالشباب والحيوية ولا تزال تهتم بجمالها وازيائها وهذا شيء رائع وجميل، وهو عطاء للفن لا مثيل له. { منى رشيد: هل ينتهي الفن يوماً؟ - دعيج: الفن لا مكان له ولا وطن، ولا ينتهي في اي مرحلة زمنية فهو خالد ودائم بيننا. { وأي الالقاب الاقرب الى قلبك؟ - دعيج: اسعد لقب حصلت عليه من الشيخ صباح الاحمد الصباح حفظه الله وهو لقب شاعر الاسرة الحاكمة، وهو لي وسام اعلقه على صدري لافتخر به، بالاضافة الى وصولي على لقب افضل شاعر غنائي على مستوى الخليج العربي لعام 2004، وكان افضل تكريم لي . كليبات { وأبو فواز: ما رأيك بالكليبات الشعرية الموجودة حالياً وهل ستلجأ لها؟ - دعيج: نعم، تابعت هذه الكليبات وكانت على احدى القنوات الفضائية، واسمها شعر كليب وهو شيء غريب حقيقة، حيث وجدت الشعر في وادٍ والمشاهد في واد ولا ربط بينهما، وعندي قريباً تسجيل مع الاخ نواف الشمري في عمل «عيال منا وفنيا» وسيكون التصوير متواصلاً بين المشاهد وكلمات الشعر، واتمنى ان تعجبك وانا لا ارفض مبدأ الكليب الشعري. { صفية سألت عن عرض احدى القنوات لتقديمه احد برامجها؟ - دعيج: نعم صحيح عرضوا علي تقديم احد البرامج، ولكنني رفضت، لانني شاعر ولا ارى نفسي مذيعاً او ممثلاً، ولا احب تغيير الاتجاه والدرب الذي اخترته لنفسي في حياتي. { وكيف يمكن للشخص ان يكون شاعراً معروفاً؟ - دعيج: عوامل نجاح اي شاعر ترتكز على ثلاثة امور هي: التوفيق من الله عز وجل، وقدرته وموهبته الشعرية والدعم الاعلامي. { ولكن هناك شللية واحزابا تساعد وتدعم الشاعر، حتى لو لم يكن لديه أي موهبة؟ - صحيح، والشللية موجودة في كل مكان وليس فقط في الساحة الشعرية، ولكن البقاء للافضل واذا كان الشخص غير موهوب، فلن يستمر ابداً وسيكون عمره قصيراً جداً، مهما كان مدعوماً اعلامياً، فالجمهور الان في قمة ذكائه ويستطيع الانتقاء الافضل. امسيات { والقارئ سعود سلطان سأله: لماذا لا نراك في أمسيات «هلا فبراير» الشعرية؟ - دعيج: انا أعترض على امسيات الشعر في مهرجان «هلا فبراير» حيث انها تحتاج لغربلة، وبالمقارنة مع مهرجانات دبي والدوحة، والكفاءات الموجودة فيها، نجد الفرق واضحاً وشاسعاً، بل ان «هلا فبراير» لا مكان له بينهما، واعتقد ان الخلل يعود للحسد ولن انسى مقولة سمو الشيخ صباح الاحمد الصباح: ان الحسد كبير جداً في الكويت ولو وزعناه على الهند والصين فسيفيض ويعود الينا، فالخلل في الكويت هو الحسد، فلماذا تحسد يا ابن آدم؟ اعمل واجتهد وانجح في عملك فستجد نفسك. { الزميل الصحافي تامر الحمدان سأل الشاعر الشيخ دعيج عن صحة ما اشيع حول دعم الاسرة الحاكمة له ومساعدته للوصول الى ما هو عليه الان؟ - دعيج: كيف يكون الدعم؟ فلا منحة على قول الشعر! وللعلم فان الشعر في عائلتنا موهبة ووراثة فوالدي الشيخ خليفة العبدالله شاعر وخالي الشيخ علي الجابر الصباح محافظ الجهراء شاعر، وعمي الشهيد فهد الاحمد الصباح شاعر أيضاً وابن الوز عوام، وكنت الوحيد على اربع بنات وقد اعطاني والدي كل الدعم والتشجيع لمواصلة الكتابة في الشعر مع العلم انني رشحت للمجال الرياضي، ولكني رفضت ووجدت نفسي في الشعر وانا سعيد به.