Free Web Hosting
الموقع الرسمى للفنان - ايهاب توفيق

رجوع

مهرجان قرطاج يبوح باسرار  مداخيله :الكلفة 4 مليارات ونصف المداخيل 558 ألف دينار

كانت الدورة الفارطة لصائفة 2005 من مهرجان قرطاج الدولي خطوة نحو التصحيح وتصحيح المسار من حيث البرمجة والتسيير وكانت هيئة رؤوف بن عمر قد اجتهدت في »اعادة روح الفرجة وطقوسها» الى المهرجان الذي انخرط في سنوات خلت في عالم السوق والمنطق التجاري. لقد استطاع رؤوف بن عمر في الفترة الممتدة بين 9 و31 جويلية ان يبرمج عدة عروض هامة من حيث العدد والعدّة كما ونوعا وتخصيص عرض الافتتاح والاختتمام للطاقات الابداعية التونسية. الا ان الجديد المصاحب لمسار التأسيس هذا الكشف الواضح والدقيق لعروض المهرجان المسرحية والفئية ومداخيلها بالعودة الى تذاكرها. وبالنظر كذلك الى نجاح بعض العروض وفشل الأخرى. ومن شأن هذه الموازنة ان تبصر اهل الحل والعقد لمصالح وزارة الثقافة والمحافظة على التراث بعدة مسائل وتثيرها في رسم الخطط المستقبلية لهيكلة وتأهيل لامهرجان قرطاج فقط بل سائر المهرجانات. ما هي العروض الناجعة جماهيريا والخاسرة ماليا؟

وهي العروض التي حققت المبالغ المالية »الخيالية؟» كم كان عدد التذاكر في كل حفل؟ ماذا عن ميزانية المهرجان ؟ وكيف خلصت هيئته الى الالتزام بتعهداتها وتنفيذها؟


لاشك ان المهرجانات واهمها مهرجان قرطاج الدولي مؤسسة اقتصادية ثقافية تعمل على نشر ثقافة معينة لجمهور عريض من المستهلكين ويقتضي ضبط برمجتها وموازناتها استراتيجية معينة تأخذ بعين الاعتبار نوعية العروض اولا

بين الفني والتجاري

لكن نوعية هذه العروض تتطلب اعادة نظر حتى تحافظ هذه المهرجانات على التوفيق بين الجودة والمداخيل ذلك بعض العروض الجديدة تستقطب بدورها جماهير معينة وقد تغطي مصاريفها وان حصلت الخسائر فانها محدودة. وبالنظر الى كشف مصاريف مهرجان قرطاج الدولي وضبط مداخيله فان لا يمكن الحكم على ضعف المداخيل او اطلاق صيحة فزع بالعودة الى التوجه الجديد لادارة المهرجان والتي تعمل على التوفيق بين العروض الفنية الثقافية والعروض التجارية

ندوة للتقييم

كما ان دخول بعض المؤسسات الفنية ذات الغرض التجاري مثل روتانا ومحدودية المستشهرين ومساهمة بيع التذاكر عوامل قد لا تساعد على اصدار حكم منصف للدورة 41 لمهرجان قرطاج الدولي وهذا ما يتطلب تنظيم لقاء أول ندوة تقييمية بمشاركة كافة الاطراف المتدخلة للنهوض بواقع المهرجان في دوراته اللاحقة. ولنتأمل الان في مصاريف عروض مهرجان قرطاج الدولي 2005 اذ بلغت جملة التكلفة لهذه الدورة 4 ملايين وستمائة الف دينار بما فيها تكاليف العروض واجور الفنانين وخلاص العملة واعوان الامن والحماية المدنية. هذا الى جانب مصاريف النشرية والاشهار من اذاعة وتلفزة واعلانات في الصحف اليوميةوهذه المصاريف الاخيرة تقدر بمليون ومائتي الف دينار في حين ان مداخيل التذاكرة تقدر فقط بـ 558 الف دينار متأتية من الاشتراكات كذلك. ويمكن احتساب مداخيل العروض بالنظر الى عدد الجمهور الذي اقتطع تذاكره وعادة ما لا يعكس عدد الحضور المداخيل الحقيقية فثمة دعوات واشتراكات وتأشيرات دخول مجانية

الافتتاح والاختتام

جمهور قرطاج حضر باعداد غفيرة في بعض العروض ومنها عرض الافتتاح الذي امنه الفنان الفاضل الجزيري زازا وحضره 8000 متفرج وقدرت مداخيله بما يفوق 17 الف دينار في حين ان تكلفته بلغت 163.000 الف دينار. اما عرض الاختتام الذي ناهز الحضور فيه 7000 متفرج فقد كانت تكلفته في حدود 138.000 الف دينار وكانت مداخيله في حدود 3 آلاف دينار

بين انغام ورامي عياش

وقد طال العجز بين كلفة المصاريف والمداخيل حفلات روتانا فمروان خوري واصالة بلغت الكلفة 45.584 الف دينار في حين ان المداخيل من الحفل ذاته لم تغط المصاريف وقدرت بـ37.814 الف دينار. وكذلك الامر بالنسبة الى حفل انغام ورامي عياش حيث كانت المداخيل حوالي نصف التكلفة المقدرة بـ43.600 الف دينار. اما مداخيل غرسة ورضا العبد الله فحددت بـ5 آلاف دينار في حين ان كلفة العرض كانت في حدود 36.780 الف دينار. ومداخيل عرض زياد غرسة خارج سرب روتانا قدرت بـ 5.959 ألف دينار في حين ان كلفة عرضه 56.074 الف دينار
واما حفل الثنائي ايهاب توفيق وشيرين فقد بلغت مداخيله 55.808 الف دينار وكان عرضا مربحا جماهيريا وماليا اذ كانت كلفة تنظيمه مع كاشي الفنانين في حدود 36.780 الف دينار

مداخيل بألف دينار

ومن العروض »الخاسرة» ماليا نذكر عرض فلة ومعين شريف اذ بلغت المداخيل فقط الفا و690 دينارا بينما كانت كلفة العملية تقدر بـ 37380 الف دينار. لكن لسائل ان يتساءل من يقف وراء تسريب هذا الكشف المفصل لمصاريف ومداخيل عروض الدورة 41 لمهرجان قرطاج الدولي الان وفي هذا الظرف بالذات مع ادارته الجديدة؟ ما المقصود من ذلك هل هو ابراز عجز الهيئة المديرة الجديدة في تقديم موازنة مربحة للمهرجان و»الترحم» على خصال من قاد المهرجان من قبل؟ كان من سرّ بها من أجل غاية نبيلة هي الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة التي تهم الجميع لماذا كانت الموازنات والعروض العاجزة تمر حساباتها في السرية التامة من قبل في زمن الهيئات السابقة، هل ثمة مؤامرة تحاك هنا وهناك؟ ولكن ثمة مهرجانات اخرى تحاول ظبط ميزانيتها وفق رؤية واضحة تربط بين الثقافي والتجاري وتحاول كذلك رضى جمهورها وحتى ان حققت عجزا فان ذلك يكون »منطقيا». ومن ذلك مهرجان صفاقس الدولي. السيد محمد عباس مدير المهرجان الدولي بصفاقس في دورته 27 توفرت لديه الصورة النهائية لتقييم فعاليات الدورة الاخيرة والخطوط العريضة لبرمجة السنة القادمة 2006. اول ما نشير اليه ان الدورة الاخيرة 27 لمهرجان صفاقس الدولي قد حافظت على التوازن المالي وحققت نسبة تطور في اقبال الجماهير قدرت 10.66 مقارنة بالدورة الفارط

نجاح حفل صابر الرباعي

اما على مستوى العروض فقد حققت سهرة الافتتاح نجاحا ماليا وجماهيريا منقطع النظير والتي ابدع فيها الفنان التونسي الاصيل لطفي بوشناق وقد تحقق نفس النجاح في سهرة صابر الرباعي ثم تلتها حفلتا وائل الكفوري وهاني شاكر. وقد كان للفن الرابع جمهوره في الدورة الاخيرة باعداد غفيرة قياسا بالسنوات الفارطة بسبب فتح فضاء القصبة الذي جاء من أجله الكثير من الكهول و»الشيوخ» الذين سكنهم الشوق والحنين الى سنوات السبعينات وبكى البعض وطلب منا ان تواصل العروض داخله دون انقطاع ـ واما فضاء شط القراقنة فقد احتضن مهرجان الطفل على هامش الدورة 27 فكانت الورشات المتعددة الاختصاصات ومعالجة الطين وركن النجوم وورشة الطائرات الورقية وهي مبادرة من السلطة الجهوية. وعموما فنحن مرتاحون لما حققناه في الدورة 27 معنويا وماديا ولو أننا مازلنا لم نتحصل بعد على ما وعدنا به من مساندات وهبات ومساعدات مالية من اطراف عديدة ونحن مطمئنون على نشاطنا في نهاية هذه السنة الادارية ـ واما فيما يخص برمجة الدورة 28 لصائفة 2006 فاننا سنعمل بحول الله على المحافظة على نشاط شط القراقنة وابتكار نوعية جديدة من الفرجة مع المحافظة على فتح فضاء القصبة وتدعيم العمل المسرحي واقامة حفلات تقوم على الموسيقى الهادئة داخلها لتجلب الكثير من عشاق الموسيقى والطرب

رجوع